الوضع مجلة صوتية

{{langos!='ar'?"Issue "+guestData[0].issueNb:"عدد "+guestData[0].issueNb}}
{{langos!='ar'?item.title:item.arTitle}}
{{langos!='ar'?item.caption:item.arCaption}}
{{langos!='ar'?item.title:item.arTitle}}

عدد 2.2

الحرب على اليمن

وضاح الجليل

شارك
{{(itemEpisode.isfavorite?'removetofav':'addtofav')|translate}}
المحاور Mona Kareem
{{langos=='en'?('25/04/2015' | todate):('25/04/2015' | artodate)}}
{{('20'=='10'?'onEnglish':'20'=='20'?'onArabic':'20'=='30'?'onBoth':'') | translate}}
يناقش وضاح الجليل اليمن والتدخل السعودي، الأحزاب السياسية
 .وما بعد ثورة ٢٠١١ في اليمن

ضيوف

وضاح الجليل
وضاح الجليل

عمل في المرصد اليمني لحقوق الإنسان وصحيفة الشاهد


صحفي يمني وكاتب عمود صحفي مقيم في صنعاء. عمل في المرصد اليمني لحقوق الإنسان وصحيفة الشاهد. ظهرت مقالاته في كثير من المنشورات المحلية والعربية بما فيه صحيفة السفير 

قراءة المزيد

حوار المقابلة

حوار مع وضاح الجليل أجرته منى كريم
صاغه باللغة العربية الفصحى أسامة إسبر


.منى كريم: تحاور مجلة “الوضع” اليوم الصحفي والكاتب اليمني وضاح الجليل، الذي يحدثنا من اليمن ونحن شاكرون له على وقته
 أستاذ وضاح هل يمكن أن تحدثنا عن الوضع الآن في اليمن بعد أن أعلنت السعودية عن وقف الهجمات؟


وضاح الجليل: أعلنت السعودية إيقاف “عاصفة الحزم” لكنها لم توقف الهجمات، فالطائرات تقوم بقصف عدد كبير من المواقع التابعة للحوثيين ولميليشيات على عبد الله
 "صالح في كثير من مناطق اليمن، وما يزال هناك قصف صاروخي ومدفعي على المناطق الحدودية في محافظة صعدة شمالي اليمن. قررت السعودية إيقاف “عاصفة الحزم
 .والدخول في عملية ما يسمى “إعادة الأمل”، والتي حددت لها عدداً من المهام التي ستقوم بها في هذه المرحلة

إن الوضع الحالي معقد جداً ويسير كل يوم نحو مزيد من التعقيد خصوصاً بسبب رغبة ميليشيات الحوثي وعلي عبد الله صالح التوسع أكثر وفرض واقع ميداني قبل أن
 .يصدر قرار من مجلس الأمن، أو أن يحدث تصعيد دولي تجاه هذه الميليشيات وإجبارها على الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير

إن الوضع بدأ حقيقة بما يمكن أن يُعرف بأنه ثورة مضادة لثورة فبراير ٢٠١١، وهي الثورة التي هدفت إلى إسقاط نظام على عبد الله صالح، النظام المناطقي الذي سيطر على البلد لمدة ٣٣ سنة، هيمن فيها على مقدرات البلد وعلى الحكم وقام بتوزيع المناصب والثروات على فئة محدودة من أسرته وأقاربه والمحسوبين على منطقته. بعد ثورة ٢٠١١ بدأت رموز النظام بإعادة إنتاج نفسها من خلال عدد من الممارسات منها بناء تحالف مع الحوثيين الذين يتحدثون عن مظلومية بسبب خوض هذا النظام نفسه لست حروب ضدهم خلال الفترة الماضية بين ٢٠٠٤ و٢٠١٠. وكان التحشيد في هذا التحالف على أساس مناطقي وطائفي حيث أن مناطق الشمال في اليمن تنتمي إلى المذهب الزيدي، إضافة إلى ذلك سيطرت هذه المنطقة تقريباً على البلد بشكل إجمالي، فلمدة ثلاثين سنة كانت أهم المناصب وأهم القرارات تعود إلى هذه المنطقة، أيضاً يتم توزيع الثروات في هذه المنطقة ولصالح رموز في هذه المنطقة، والتحشيد على هذا الأساس سببه أن ثورة فبراير ٢٠١١ أخرجت  مركز الحكم من هذه المنطقة لصالح مناطق أخرى، أو كانت هناك محاولة لإعادة توزيع السلطة والثروة على كافة مناطق البلاد، والمحاولة لم تكن ناجحة لعدد كبير من الأسباب إلا أن الثورة المضادة كانت سبباً أساسياً في فشل هذه المحاولة وتحول ثورة ٢٠١١ إلى مجرد انتفاضة لم تحقق الغرض منها وإنما أدخلت البلد في نفق آخر. وكما قلت، كان التحشيد في هذه المناطق على أسس مناطقية وتم الزج بأبناء هذه المناطق في حروب متتالية من أجل الوصول إلى مركز السلطة في العاصمة صنعاء وإسقاطها ومن ثم الانقلاب على التوافق السياسي الذي كان حاصلاً عقب ثورة ٢٠١١
 .وإعادة الأمور إلى الوضع السابق في ٢٠١١، أي سيطرة رموز النظام السابق أنفسهم على مقاليد الحكم والسلطة في البلد

منى كريم: لاحظنا أن دور الخليج في المشهد السياسي اليمني هو تدخل عسكري أو سياسي موجود منذ الثورة وما قبل الثورة، هل يمكن أن تحدثنا
 .عن رد فعل الشارع اليمني على هذا التدخل الأخير وكيف كان


وضاح الجليل: بالفعل، إن التدخل الخليجي في اليمن قائم منذ فترة طويلة، فمنذ عقود طويلة تتدخل السعودية وغيرها في اليمن وتفرض الكثير من الخيارات والقرارات على المشهد السياسي اليمني، وفي هذه المرحلة أصبح التدخل مفرطاً فهناك تدخل عسكري واضح وقصف بالطيران للكثير من المواقع العسكرية، وتدمير البنية العسكرية والسلاح المتراكم خلال فترة طويلة، أي فترة الثلاثة وثلاثين عاماً الماضية. إضافة إلى الحصار البحري والبري على البلد، ولكن هذا يحدث بسبب عدم توافق الداخل اليمني والصراعات التي نشبت فيه، إضافة إلى ما تسببت به جماعة الحوثي من اضطرابات سياسية وتهديد مصالح الكثير من الأطراف المحلية والإقليمية والدولية. وفرض الحوثيون واقعاً سياسياً على اليمنيين، وقاموا بالسيطرة على مقاليد الأمور بسرعة كبيرة والتوسع ومحاربة اليمنيين في مناطقهم بحجة محاربة القاعدة، وبما أسموه أيضاً ثورة ٢١ فبراير، إضافة إلى ذلك فرضوا على الأطراف الدولية والإقليمية وضعاً جديداً، فقد انسحب الكثير من السفارات من اليمن وهم يعلنون أنهم لا يُدانون بهذا الأمر. من المعروف جيداً أن أي طرف يتولى مقاليد الأمور أو السيطرة على المشهد السياسي في أي بلد يكون عليه أن يحسّن علاقاته مع الأطراف الدولية والإقليمية لكن هؤلاء ضربوا بكل ذلك عرض الحائط، لم يكن لديهم أي اعتبار لمصالح البلد، أو أي حساسية لمصالح الدول الإقليمية والدولية، وقد فرضوا واقعاً جديداً وقاموا بتحدي دول المنطقة، وأجروا مناورات عسكرية على حدود السعودية وكأنهم يعلنون أنهم قادرون على إيذاء هذه الدول، مما جعل هذه الدول تتدخل. بالطبع لا يمكن تبرير هذا التدخل، لكن حين لا يكون الوضع مستقراً داخل
 .البلد أكيد أن أي طرف خارجي يشعر بالقوة والغطرسة سيقوم بالتدخل وحماية مصالحه

منى كريم: ما هو دور الأحزاب السياسية في اليمن خلال هذه الأزمة خاصة أن هناك مسؤولين سواء في الخليج أو الخارج يتكلمون عن عودة لعلي عبد الله صالح وأيضاً عن عودة النظام السابق؟


وضاح الجليل: لقد مارست الأحزاب السياسية أدواراً سلبية منذ فترة طويلة وخصوصاً منذ ٢٠١١ وما بعد ذلك. ففي ٢٠١١ انتفض الشارع اليمني في ما يعرف بثورة ٢٠١١ من أجل إسقاط النظام إلا أن الأحزاب السياسية وخاصة أحزاب المعارضة التفت على هذه الانتفاضة وفرضت نفسها فيها لتحولها إلى مفاوضات سياسية مما أدى إلى تدخل دول الخليج وإلزام الأطراف اليمنية بما يُعرف بالمبادرة الخليجية التي مثلت توافقاً سياسياً كان يمكن أن يفضي إلى الاستقرار في اليمن، إلا أن هذه الأحزاب أيضاً، بالإضافة إلى حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي كان حاكماً لوحده قبل ٢٠١١، مارست أدواراً سلبية كثيرة واستمرأت الفساد وأغرقت البلد في الفوضى والنزاعات ولم تكن جادة في نجاح العملية السياسية في الفترة الانتقالية وأيضاً في الحوار الوطني الذي انعقد على مدى عشرة أشهر. إن هذه الفوضى التي أنتجتها هذه الأحزاب أدت إلى دخول البلد في فوضى أمنية كبيرة وصراعات مسلحة تمكنت فيها جماعة الحوثي والقاعدة من التوسع وفرض واقع أمني جديد والاتجاه نحو صراع طائفي متصاعد. وكان دور الأحزاب السياسية سلبياً جداً ولا يحقق أي استقرار للبلد خصوصاً أنها تركت فراغاً كبيراً استطاعت من خلاله جماعة الحوثي والقاعدة التوسع والانتشار وكسب شعبية مطلقة. أيضاً لم تلعب هذه الأحزاب دوراً سياسياً حقيقياً. كانت متلهفة للسلطة وتركت فضاء المعارضة فارغاً مما مكّن جماعة الحوثي والقاعدة من السيطرة على هذا المشهد، كما قلت. بالنسبة لعلي عبد الله صالح هو لم يغادر المشهد وظل متواجداً في المشهد رغم أن ثورة ٢٠١١ كانت تسعى لإسقاطه لكن التوافق السياسي المعروف باسم المبادرة الخليجية أدار وجود علي عبد الله صالح ومكّنه من البقاء في المشهد، وكان يحيك المؤامرات من وراء الكواليس ويقوم بالكثير من الممارسات التي أفضت إلى هذا الوضع، وحالياً علي عبد الله صالح هو من يدير المعركة، في مواجهة اليمنيين وهو  يوجه قواته وميليشياته للاحتلال والتوسع داخل الكثير من المناطق اليمنية أو تسليم المعسكرات التابعة له والمناطق التي تتواجد فيها لتنظيم القاعدة من أجل المزيد من الفوضى وإحلال نفسه كمنقذ من هذه الفوضى وتأتي دعوته الأخيرة للتصالح والتسامح
 .وتجاوز الماضي التي أطلقها قبل يومين كتتويج لكل ما قام به في الفترة الماضية حيث بدا كأنه يسوّق نفسه بأنه خارج المشهد وليس له علاقة بكل ما يجري

منى كريم: لاحظنا أن التدخل السعودي حاول أن يؤطر الصراع في الطائفية ومحاربة التدخل الإيراني أو التوسع الشيعي، وغير ذلك، ما صدى هذا الخطاب في اليمن؟


وضاح الجليل: عفواً لم أفهم المقصود بالخطاب؟

.منى كريم: أعني صدى هذا الخطاب، أي الطائفية وأن هذه الحرب ضد التدخل الإيراني وغير ذلك


وضاح الجليل: إن الخطاب الذي تقدمه السعودية خلال هذه الفترة من الواضح أنه يشمل الكثير من المجالات الطائفية، فهناك على الأرض اليمنية الكثير من القوى والجهات التي تدعو وتحاول توجيه الصراع باتجاه طائفي بالرغم من أنه ليس طائفياً في الحقيقة. إنه صراع مناطقي، صراع اجتماعي في الأساس لكنه يكتسب صبغة مناطقية وطائفية فيما يتعلق بممارسات جماعة الحوثي وعلي عبد الله صالح. هذه الممارسات تجد لها صدى لدى الأطراف الأخرى التي تؤيدها المملكة العربية السعودية والتي تستجيب لهذا الخطاب وتصعّد كي يتحول إلى صراع طائفي خصوصاً استخدام مفردات مثل المجوس والصفويين والشيعة ترد في هذا الخطاب بشكل كبير ومستمر يومياً. وفي الحقيقة إن جماعة الحوثي تقوم بممارسات طائفية ولو أن خطابها في الفترة الماضية لم يكن طائفياً واضحاً. كانت هناك طائفية لكنها مبهمة. إلا أن الدعاوى التي يقوم بها الحوثيون بأن صراعهم يهدف إلى القضاء على تنظيم القاعدة ومحاربة التكفيريين يعمل على تصعيد الخطاب الطائفي والنزعة الطائفية لدى الأطراف الأخرى خصوصاً أن المناطق التي يتوسع فيها الحوثيون مناطق ليس لهم فيها أية حاضنة شعبية. أما السعودية فإنها تركز خطابها على أن الصراع موجّه ضد إيران وأنه طائفي بامتياز. وهذا
 .يحقق مع مرور الوقت وبشكل يومي فرزاً طائفياً يتجه إلى تحويل الصراع في اليمن إلى صراع طائفي. وهنا مكمن الخطورة

منى كريم: سؤال أخير أستاذ وضاح، هل يمكن أن تحدثنا عن حجم الدمار الحاصل من خلال هذه الحرب وكيف قضيت أنت أيامك تحت القصف وهذه الهجمات؟


وضاح الجليل: أنا أقيم في العاصمة صنعاء. هنا نسبة الأمان معقولة ومقبولة إلى حد ما. لا يوجد دمار كبير في صنعاء، وهي تتعرض تقريباً لقصف يومي بالطائرات لأن قصف هذه الطائرات موجه غالباً نحو المعسكرات والمؤسسات العسكرية والمواقع التابعة لها كمخازن الأسلحة والذخيرة، إلا أن أثر هذه العمليات يرتد ويصل أيضاً إلى أحياء سكنية خصوصاً وأن غالبية هذه المعسكرات ومخازن الأسلحة تتواجد بين الأبنية السكنية وعلى جبال تطل على هذه الأبنية والأحياء، وقد سقط العديد من الجرحى خصوصاً في انفجار حدث منذ عدة أيام لقنبلة شديد التدمير وصل أثرها إلى مناطق بعيدة جداً عن موقع الانفجار، ولكن الدمار الأكبر والحقيقي هو في المناطق التي تشهد صراعاً مسلحاً وتوسعاً لجماعة الحوثي وميليشيات علي عبد الله صالح خصوصاً في محافظات عدن ولحج والضالع وتعز. إن هذه المناطق تشهد حروب شوارع وقتالاً بين الأحياء السكنية يسقط نتيجته الكثير من الضحايا المدنيين الآمنين إضافة إلى تفشي أوضاع إنسانية سيئة للغاية كالانقطاع في الكهرباء والمياه والوقود وانعدام الحركة بما يجعل المواطنين أسرى ومحاصرين في منازلهم وغير قادرين على التحرك وممارسة حياتهم بشكل طبيعي. إن الوضع الإنساني يشمل أيضاً غالبية المناطق في اليمن خصوصاً بسبب الحصار البحري والجوي الذي أدى إلى انعدام المشتقات النفطية وانقطاع تام في الكهرباء لما يقارب أسبوعين. ويبدو أيضاً أن استمرار هذا الحصار قد يؤدي إلى
 .أزمات إنسانية كارثية

بالنسبة لي أقضي أوقاتي غالباً في حركة محدودة، لا أستطيع مغادرة السكن إلا في أماكن محدودة وأوقات محدودة أيضاً لأسباب كثيرة منها القنص الجوي وأيضاً المضادات الأرضية التي تُطلق دون جدوى في السماء وتتساقط على الأحياء السكنية وتؤدي إلى إصابات كثيرة وخطيرة بين المدنيين، إضافة إلى انقطاع الكهرباء وانعدام
 .المشتقات النفطية، هذا يجعل الحركة محدودة. نمضي معظم وقتنا في ترقب وانتظار ما تسفر عنه الأحداث ومتابعة مجريات الأمور

.منى كريم: الكاتب والصحفي وضاح الجليل من صنعاء شكراً لك

.وضاح الجليل: شكراً لكم
 
قراءة المزيد