الوضع مجلة صوتية

{{langos!='ar'?"Issue "+guestData[0].issueNb:"عدد "+guestData[0].issueNb}}
{{langos!='ar'?item.title:item.arTitle}}
{{langos!='ar'?item.caption:item.arCaption}}
{{langos!='ar'?item.title:item.arTitle}}

عدد 3.1

التعليم في سوريا أثناء الحرب

علياء أحمد​، صبر درويش، سامي عبد الكريم

شارك
{{(itemEpisode.isfavorite?'removetofav':'addtofav')|translate}}
المحاور د. كاتي الحايك
{{langos=='en'?('13/10/2016' | todate):('13/10/2016' | artodate)}}
{{('20'=='10'?'onEnglish':'20'=='20'?'onArabic':'20'=='30'?'onBoth':'') | translate}}
في سلسلة من ثلاث مقابلات، يقدم كتاب وناشطون سوريون وجهات نظرهم حول واقع تعليم الطلاب في سوريا، وكذلك السوريين في البلدان
.المجاورة، مركزين على التعليم في ظل حكم المعارضة والحكومة وتنظيم الدولة 
الإسلامية

 

ضيوف

علياء أحمد​
علياء أحمد​

كاتبة وباحثة سورية ومدربة في الآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان خاصة قضايا المرأة والطفل.

 كاتبة وباحثة سورية ومدربة في الآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان خاصة قضايا المرأة والطفل. علياء حاصلة على شهادة جامعية في علم الاجتماع من جامعة حلب ودبلوم في إعادة التأهيل التربوي من جامعة البعث. نشرت العديد من الدراسات والمقالات الاجتماعية والثقافية في درويات ومواقع الالكترونية سورية وعربية.

قراءة المزيد
صبر درويش
صبر درويش

له العديد من التحقيقات الصحفية نشرت في وسائل اعلام عربية مختلفة٬ له عدة أفلام وثائقية

كاتب وصحفي سوري٬ له العديد من التحقيقات الصحفية نشرت في وسائل اعلام عربية مختلفة٬ له عدة أفلام وثائقية٬ ومنها فيلم "حكايات من شرق العاصمة" وعرض على قناة العربية في عام ٬2014 كما نشر كتابين حول سوريا٬ الكتاب الأول بعنوان: سوريا: تجربة المدن المحررة“٬ الصادر عن دار الريس٬ بيرو٬ 2015  والكتاب الثاني بالاشتراك مع الكاتب اللبناني محمد أبي سمرا٬ بعنوان: "مآسي حلب الثورة المغدورة ورسائل المحاصرين"٬ الصادر عن دار المتوسط٬ بيروت2016٬. بالإضافة إلى العديد من .الأبحاث الميدانية المتعلقة بالشأن السوري. مقيم حاليا في فرنسا.

قراءة المزيد
سامي عبد الكريم
سامي عبد الكريم

عضو لجان التنسيق المحلية في سوريا

سامي عبد الكريم ناشط سوري من أوائل المشاركين في الحراك السلمي وتنسيق المظاهرات وتوثيق أسماء المعتقلين وعضو لجان التنسيق المحلية في سوريا كان طالبا جامعا في كلية العلوم السياسية بدمشق قبل أن يتم فصله سنة ٢٠١٢ من الكلية على خلفية اعتقاله في الفرع ٢١٥ بعد تنظيم اعتصام سلمي أمام السفارة الأيرانية في دمشق. عمل سامي في دير الزور في مجال التعليم وتنمية المجتمع الدني وتوثيق الانتهاكات. غادر سوريا عند دخول تنظيم داعش إلى دير الزور سنة ٢٠١٤. مقيم حاليا في السطنبول.

قراءة المزيد

حوار المقابلة

Transcribed by Katty Alhayek


مقدمة ملف التعليم في سوريا أثناء الحرب

للـ “الوضع” معكم كاتي الحايك بملف جديد حول التعليم في سوريا أثناء الحرب.  يتضمن ملف اليوم لقاءات متنوعة مع ثلاثة خبراء: صبر درويش كاتب وصحفي سوري، علياء أحمد  كاتبة وباحثة سورية، وسامي عبد الكريم ناشط سوري في مجال التعليم وتنمية المجتمع المدني وتوثيق الانتهاكات. تُركز اللقاءات على الأبحاث والتجارب الشخصية لهؤلاء الخبراء والتي تُغطي مساحة جغرافية واسعة من واقع تعليم الأطفال في سوريا
.اليوم من ريف درعا وريف دمشق مروراً بإدلب ووصولاً إلى دير الزور

ضيفي الأول صبر درويش يُشاركنا من مكان إقامته الحالية بفرنسا بتفاصيل بحث ميداني أجراه خلال السنوات الماضية ونشر منه أجزاء متعددة في صحف ومجلات عربية. صبر يُسمي مشروعه "تحطيم العقل" ويصف العملية التعليمية في سوريا اليوم بأنها أخطر ما يجري الآن على الساحة
.السورية. لقائي مع صبر يُركز على واقع التعليم في مناطق سيطرة المعارضة المعتدلة وفي المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش

ضيفتي الثانية علياء أحمد كاتبة وباحثة سورية ومدربة في مجال الآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان خاصة قضايا النساء والأطفال. علياء مقيمة حالياً في سوريا ولقائي معها يُركز على واقع التعليم ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية خاصةً دراستها حول: تأثير الأزمة السورية على الوضع النفسي والسلوكي للأطفال النازحين في مرحلة التعليم الأساسي بمنطقة صحنايا جنوب العاصمة دمشق. علياء توضح من
.خلال مشاركتنا بنتائج أبحاثها وبتفاصيل تجربتها الشخصية آثار النزوح والحرب على حياة الأطفال وعلى مناهج ومراحل التعليم المختلفة

ضيفي الثالث سامي عبد الكريم ناشط سوري عمل في دير الزور في مجال التعليم ويُقيم حالياً في تركيا بعد أن غادر سوريا عند دخول تنظيم داعش إلى دير الزور صيف سنة ٢٠١٤. سامي يُخبرنا عن تجربته كمدرس وتربوي في دير الزور مع عدة منظمات مجتمع مدني مهتمة بمجال التعليم وكيف
.أنهى دخول تنظيم داعش إلى دير الزور حلم أطفال المنطقة بالتعليم والسلام


-----


كاتي: للوضع معكم كاتي الحايك، مرحبا مستمعينا!  ضمن ملف التعليم في سوريا أثناء الحرب ضيفي اليوم صبر درويش. صبر كاتب وصحفي سوري له العديد من التحقيقات الصحفية والأفلام الوثائقية والأبحاث الميدانية المتعلقة بالشأن السوري. اليوم لقاءنا مع صبر رح يركز على أبحاثه
!المتلعقة بأوضاع التعليم وتجربته وتوصياته في هذا المجال. أهلاً وسهلا صبر

صبر: أهلا وسهلا فيكي كاتي

كاتي: كتبت مؤخراً عدة مقالات وأبحاث تتعلق بالتعليم وسوريا. بتخبرنا ما هو الانطباع العام الذي كونته عن واقع التعليم في سوريا اليوم؟

صبر: في الحقيقة المشروع كان مشروعاً متكاملاً قبل أن أنشر منه أجزاء بعدة صحف ومراكز بحثية. كان المشروع بعنوان تحطيم العقل، بمعنى أن العملية التعليمية وهذا الانطباع الذي استخلصته أن العملية التعليمية في سوريا هي أشبه بأداة لتحطيم عقول الفتيان أو التلاميذ السوريين والحقيقة أن هذا أخطر ما يجري الآن على الساحة
.السورية. أمر خطير ويضاهي خطورة الحرب الدائرة الآن في سوريا

كاتي: أنت بدأت ضمن هذا المشروع بنشر عدة مقالات مثل مقالك العملية التعليمية في مناطق سيطرة المعارضة المعتدلة الذي تتناول فيه بعض النماذج المتفرقة للعملية التعليمية في المناطق التي تقع تحت سيطرة قوى المعارضة المعتدلة. ماهي المناطق التي تناولتها؟ وماذا تخبرنا عن واقع التعليم في هذه المناطق؟

صبر:  البحث مثلما ذكرت لكِ قبل قليل كان بحثاً متكاملاً يضم أجزاء لكن هو بحث واحد عملياً. من خلال جمع المعلومات والتحضير لوضع مخطط للبحث لاحظت أن العملية التعليمية في سوريا هي مسألة معقدة جداً ومتعددة المستويات. لايوجد شكل الآن واحد في سوريا للعملية التعليمية. كنت قادراً على إحصاء أنه في الداخل السوري يوجد عدة مستويات للعملية التعليمية. هناك العملية التعليمية في المناطق التي يُسيطر عليها النظام: دمشق وبعض ريف دمشق والسويداء وحماة وحمص واللاذقية. وهنا المنهاج التعليمي مازال نفسه. هذا كله في الداخل السوري. هناك أيضاً العملية التعليمية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة. طبعاً مصطلح المعارضة المعتدلة هو مصطلح إجرائي من أجل أن أُميز بين المناطق وهذا الأمر أشرحه خلال البحث--المناطق المعتدلة التي يوجد فيها جيش حر ولا يوجد فيها داعش مثل ريف درعا وبعض مناطق ريف دمشق وبعض مناطق ريف حماة. كان هذا الفصل الذي يتناول العملية التعليمية في مناطق المعارضة المعتدلة. اعتمدت أسلوب العينات، بمعنى أنك لا تستطيعين أن تشملي ببحثك كل المدن والقرى السورية التي تجري فيها العملية التعليمية. اتخذت مجموعة عينات بحثية وهذا أمر مشروع بالعمل البحثي بمعنى أن تكون العينة شاملة تتقاطع وتتشابه مع عدد كبير من المدن. اخترت بلدة تسيل بريف درعا والتي تشبه أغلب ريف درعا فاكتفيت بالحديث عنها. واتخذت مدينة يبرود في ريف دمشق والقلمون.واتخذت عدة قرى في ريف حماة الشمالي وريف إدلب. أغلب هذه النماذج متشابه: فيهم مجالس محلية، خارج سيطرة النظام (يبرود في الوقت السابق قبل أن يعود جيش النظام ليسيطر عليها). هذه المناطق تُشبه بعضها جداً وأشرح من خلال العينة ماهي التقاطعات في العملية التعليمية التي تجري في هذه المناطق وما التغيرات التي حدثت على مناهج التعليم. حقيقةً لا يوجد تغيرات أساسية على مناهج التعليم. المناهج هي ذاتها باستثناء حذف بعض التفاصيل المتعلقة بحافظ الأسد وابنه والبعث الخ. المنهاج هو
.ذاته حتى أن بعض المدرسين استمروا في تلقي رواتبهم من النظام وهذه كانت مفارقة مدهشة لاحظتها في البحث

كاتي: الكتب التي تُدرس في مدارس النظام هي نفسها الكتب التي تُدرس في المدراس تحت سيطرة المعارضة المعتدلة؟

صبر:  نفس الكتب. موضوع منهاج التعليم موضوع معقد جداً. مكلف ويحتاج إلى ميزانيات دول. تحتاجي إلى دول راعية لأنكِ بحاجة إلى مختصين. هذا الموضوع سأتحدث به بعد قليل عند التطرق للمناطق الحدودية والمتغيرات التي جرت فيها. تحتاجين إلى مختصين يقومون بإعادة بناء منهاج تعليم من أول وجديد. هذا موضوع خطير جداً ومكلف.تحتاجين لطباعة ملايين الكتب وبالتالي ملايين الدولارات. اكتفوا من أجل إيجاد حل في غوطة دمشق أو في ريف درعا وباقي المناطق التي أتحدث عنها، اكتفوا الناشيطين أو الكادر التعليمي بأن يعتمدوا على المنهاج السوري الذي كان سائداً خلال كل السنوات الماضية. لكن مثلما أخبرتك، أنتِ إذا كنت تذكرين وكنت حضرتكِ ساكنة في سوريا، كان هناك مادة التربية القومية والتربية الوطنية الخ. هذه مواد إيديولوجية تروي حكاية بيت الأب القائد والأسد وأولاده وعائلته وإنجازاتهم. الكادر التعليمي حاول أن يحذف هذا الموضوع. هذه إحدى الملاحظات المهمة. إحدى النتائج التي ترتبت على البحث الذي قمتُ به أن الدور الذي من الممكن أن يلعبه المدرس أو الكادر التعليمي هو أكثر أهمية من مناهج التعليم في هذه اللحظة التي نمرُّ بها. عملياً الكادر قادر أن يخرج على المنهاج ويشرح أكثر ويعطي الأفضل للطلاب من الاعتماد على المنهاج بشكل مباشر. عملياً يتم استبدال أسماء الشهداء؛ فبدل الشهداء الذين كان يعتمدهم النظام صار هناك شهداء الثورة السورية. غُيرت مثلاً الشخصيات الوطنية في إحدى الدروس المطلوبة في الصف الثالث الابتدائي. النظام يذكر شخصيات وطنية بمنهاج تعليمي، المعارضة تذكر شخصيات أخرى مثل برهان غليون أو معاذ الخطيب أو أسماء أخرى من رموز الثورة
.السورية. هذه التعديلات التي حدثت في هذه المنطقة من سوريا والتي سميتها منطقة المعارضة المعتدلة

كاتي: في مقال آخر تحت عنوان التعليم و«داعش»: جيل من المتطرفين ووزارة لتحويل الطلاب إلى قتلة تُناقش التعديلات الجذرية التي أجراها تنظيم داعش على قطاع التعليم بمراحله المختلفة. ماذا تُخبرنا عن النقاط الأساسية التي تناولتها في هذا المقال؟

صبر:  في نفس التسلسل الذي رويته سابقاً، مشروع البحث تضمن بعض مناطق المعارضة المعتدلة وأيضاً -التي يمكن تسميتها- المعارضة المتشددة نسبياً. هناك معارضة متشددة وهناك معارضة أكثر تشدداً. هذا هو الوضع في سوريا. معارضة معتدلة تعني الجيش الحر، معارضة متشددة تعني جيش الإسلام وأحرار شام، وهناك معارضة متشددة جداً جداً مثل جبهة النصرة وداعش. ضمن هذه المروحة كان سياق البحث في سوريا. بالنسبة لريف إدلب وبعض أرياف حلب هناك جبهة النصرة وفي دير الزور والرقة هناك داعش، داعش كان النموذج الأكثر تطرفاً على هذا الصعيد. بمعنى إذا كانت بعض المناطق في سوريا خارج نطاق المعارضة المعتدلة غيرت بالمنهاج التعليمي جزئياً بمعنى حذفت بعض المواد، داعش قامت عملياً بنسف المنهاج بالكامل أي أنها ألغت المنهاج السوري التعليمي بالكامل، ألغت مواد:التربية الفنية، التربية الوطنية، دراسات اجتماعية وتاريخ، تربية تشكيلية، رياضة، قضايا فلسفية واجتماعية ونفسية، تربية دينة إسلامية ومسيحية. كل هذه المناهج تم رميها بالكامل وتم وضع حوالى ستة كتب كمنهاج داعش. الحقيقة كنتُ أفضل أن يتم تسمية منهاج التعليم الذي اعتمد من قبل داعش بنظام للتجنيد وليس للتعليم. النظام الذي اعتمدته داعش بدير الزور والرقة
.مُخيف حقيقةً. أولاً هناك ست مواد منها مثلاً رسالة التوحيد، كل المواد دينية وممنوع أي مادة علمية مثل العلوم الطبيعية، الفيزياء، الكيمياء، كل هذه المواد حُذفت من المنهاج

كاتي: حتى مادة مثل رياضيات

صبر:  مادة الرياضيات مؤلفة من ٢٠ صفحة، تخيلي. هناك تفاصيل قامت بها داعش على صعيد المنهاج التعليمي خطيرة. مثلاً مُنعت كلمات مثل وطن، وطنية، سوريّة، سوريا، أو وطن. كل هذه الكلمات مُنعت إطلاقاً واستُبدلت بكلمات: دولة إسلامية، دولتهُ الإسلامية، بلاد المسلمين، ولاية الشام. والتغذية الايديولوجية التي حُقنت بدماغ الطفل أو التلميذ الذي يخضع لهذا المنهاج التعليمي قامت باستبدال الحس الوطني الشامل لديه عن الوطن سوريا بحس مُمكن تسميتهُ أمّي بمعنى الأمة الإسلامية التي هي عملياً وفق التعريف الفقهي أي مكان يسكن فيه المسلمين هي تصبح جزءاً من انتمائه بهذا المعنى. بالإضافة لهذا الأمر لايقل خطورة: مثلما كان هناك تدريب عسكري أيام البعث يوجد عند داعش أيضاً تدريب عسكري. التلاميذ عندهم حصة يتدربون بها على السلاح الأبيض وفي مرحلة متقدمة يتعلمون صناعة الذخائر والمتفجرات واستخدام السلاح الأوتوماتيكي. إذاً نحن وبحكم داعش كأننا بصدد منهاج لتجنيد الفتيان ولتحوليهم لمقاتلين مستقبليين وهذا ما حاولت أن أشير إليه في هذا الفصل من البحث، هذه الخطورة
.بالتحديد

كاتي: أين يطبع تنظيم داعش المنهاج؟ هل لديه دور نشر؟ 

صبر:  ليس لديهم منهاج بالمعنى الدقيق للكلمة. نحنُ هنا نحكي مجازاً، عندما نقول منهاجاً تعليمياً عند داعش فهو مجاز. لديكِ ستة كتب، أكبر كتاب هو ٢٥ صفحة، طباعتهم بسيطة. إضافةً داعش عندهم ميزانية دولة. إذا أخذتِ بعين الاعتبار -وهذا موضوع شائك- هم عملياً يقع تحت أيديهم عشرات المصادر من التمويل وهم يملكون أموالاً طائلة.هم يعطون موضوع التعليم أهمية، هم منتبهون لأهمية العملية التعليمية وعملياً ليس لديهم مشكلة بتمويل هذه التفاصيل كطباعة كتاب خاصةً أن عدد الكتب ستة فقط وأكبر
.كتاب هو ٢٥ صفحة.

كاتي: أنتَ أيضاً لم تكتف بأن تتناول فقط واقع التعليم بالداخل السوري، مؤخراً قمتَ ببحث حول أحوال الطلاب السوريّين اللاجئين في لبنان، ماذا تخبرنا عن هذا البحث؟ وماهي أهدافه ومنهجيته وأهم النتائج التي تم التوصل إليها؟

صبر:  بحث لبنان يأتي أيضاً ضمن سياق موضوع العملية التعليمية الذي هو موضوع معقد، هناك موضوع العملية التعليمية في الداخل السوري الذي حكينا قبل قليل عنه.وهناك العملية التعليمية التي يخضع لها التلاميذ السويين ببلدان اللجوء أو بلدان الشتات. نقاط تركز السوريين هي ثلاثة بلدان: الأردن، تركيا، ولبنان. هذه البلدان يوجد فيها أعلى نسبة لاجئين سوريين. رأيتُ أن البحث سيكون ناقصاً إذا لم أستكلمهُ بهذا الشكل. بمعنى أنه كان يجب أن أخرج من إطار الداخل السوري باتجاه بلدان اللجوء وفعلاً أُتيح لي من خلال وجودي في تلك الأثناء بلبنان أن أعد بحثاً عن وضع التلاميذ السوريين في لبنان. اعتمدتُ أسلوب الملاحظة ولا أقصد الملاحظة المباشرة بمعنى المنهاج الدقيق لكن وفقاً لما أُتيح لي، لأنه أيضاً في لبنان هناك نظام أمني وهناك قبضة حديدية تتحكم في الأمور. أيضاً هناك مُعيقات واجهت البحث. لكن رغم ذلك قمتُ بزيارة المدارس وأجريتُ لقاءات وجمعتُ شهادات تلاميذ وأهالي التلاميذ والكادر التعليمي. حاولتُ أن أجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول العملية التعليمية في لبنان وكانت النتائج مخزية لأنه عملياً اذا كان هناك حوالى ٦٠٠ ألف تلميذ سوري في لبنان حوالى ٩٠ إلى ١٠٠ ألف تلميذ يتلقون تعليماً حقيقياً بينما هناك نصف مليون تلميذ يتلقون تعليماً بما يشبه العملية الداعمة للتعليم أي محو الأمية وليس تعليم بالمعنى الدقيق للكلمة. عملياً هناك نصف مليون طفل يذهبون إلى المدارس التي تشمل منظمات المجتمع المدني وما يشبه ذلك. هذه المدارس عملياً لاتمنح شهادات للأطفال السوريين في لبنان. فقط تسمح لهم أن يتجاوزوا الأمية وأن يعرفوا أن يكتبوا ويحكوا باللغة العربية، وعملياً هذه هي مهمة هذا النوع من التعليم فقط لا غير. وهذه هي إحدى النتائج الكارثية التي توصل لها البحث أن نصف مليون طفل في لبنان هذا هو وضعهم. في تركيا حسب
.المعلومات التي جمعتها الوضع أخطر قليلاً، ومن الممكن أن أحكي أكثر عن هذا الوضع

كاتي: أنت تقوم حالياً بمشاريع جديدة عن تركيا، صح؟

صبر:  أقوم الآن بترتيب مخطط البحث وشبكة العلاقات التي ستساعدني. بعد أن انتقلتُ من لبنان إلى فرنسا، الآن العودة إلى تركيا بالنسبة لي مكلفة قليلاً، وبالنسبة لموضوع الفيز وهذه القصص هناك تعقيدات. مثلما تعرفين نحنُ أينما توجهنا الآن كسوريين نواجه مشاكل قانونية بتحركنا وتنقلنا في العالم لأسباب متعلقة بتحديد حركتنا بطبيعة الحال؛ لكن اذا أُتيح لي أن أسافر إلى تركيا، وفي تركيا الوضع خطير. لدي رغبة أن أُشير لنقطة مهمة وضروري أن أُشير لها في هذا اللقاء: في تركيا تنشط إلى جانب المؤسسات الحكومية التركية التي تُعلم الأطفال السوريين، تنشط منظمات مدنية. أنا كنت قد أشرت في المادة التي نشرتها “العملية التعليمية في مناطق سيطرة المعارضة المعتدلة” أنه في المناطق الحدودية أُتيح لبعض المنظمات أن تطبع مناهج تعليمية وتوزعها على التلاميذ وهذا كان من أخطر ما حصل. يعني نحنُ لا نعرف من قام بتعديل هذه المناهج التعليمية. تخيلي لا يوجد أسماء صريحة للّجنة التي قامت بتعديل مناهج التعليم. منهاج التعليم مسألة وطنية، أي قرار وطني يحتاج إلى إجماع وطني لأنه يُساهم ببناء ثقافة وطنية. لانعرف نحن من الذي أعاد تعديل هذا المنهاج، نحن نعرف أن هناك منظمة إسلامية تُعرف عن نفسها كإسلام معتدل ولديها شبكة علاقات واسعة مع الإخوان المسلمين وعندهم أموال هائلة. تذكر هذه المنظمات مثل العلم وإلى آخره أنهم جمعوا تبرعات في احدى جلسات العشاء ٦ مليون دولار. هذه أرقام يُحاسب عليها الناس، من هي هذه الجهات التي تبرعت بهذه المبالغ، ومن قام بتعديل المنهاج التعليمي، ومن قام بالطباعة، ومقابل ماذا تحصل هذه الأمور! وأين هي مؤسسات المعارضة المعترف عليها مثل الائتلاف عن متابعة هذه التحركات. إذا كان الائتلاف هو الجهة الممثلة للشعب السوري في الظرف الراهن فيفترض أن العملية التعليمية والتعديل الذي ممكن أن يحدث على المنهاج أن يمر عبر قنوات هذا الائتلاف إلأ أن التعديل الذي يحدث على مناهج التعليم، والذي كما فهمت جزء من هذا المنهاج تم ادخاله إلى الداخل السوري مثل حلب، ريف حلب، إدلب وريف إدلب، وجزء كبير منه أيضاً وصل لتركيا، هو ممول ولا نعرف من أين ولا نعرف مصدره وخطير. بمعنى أن غلاف الكتاب، وهذه المأساة يا كاتي!، موجود عليه اسم قطر واسم الدول المانحة وكأن المسألة، لا أعرف، قطاعاً خاصاً وليست مسألة وطنية تشمل ملايين التلاميذ السوريين الذين سيدرسون منهاج عليه رايات ترفرف ولا
!نعرف هذه الرايات ماذا تُمثل ولمن تعود

كاتي: هذا الأمر يحدث أكثر في المناطق الشمالية على الحدود التركية، بينما في لبنان والأردن هذا الأمر لا يحدث، صح؟ 

صبر:  في لبنان لا. في الأردن ليس لدي فكرة بالظبط لأن مخططي البحثي يتضمن دور الأردن بعد تركيا. لكن أتصور أن الأمور في الأردن أصعب لأن الأردن لم تسمح للمنظمات غير الحكومية السورية أو المنظمات الإسلامية السورية أن تنشط بشكل كبير. بينما في تركيا أردوغان سمح لهذه المنظمات أن تتحرك بحرية أكبر وأوسع. لهذا المطابع هي مطابع تركية. وأنا بالعودة لملفات هذه المنظمات رأيتُ صوراً تُصور المطابع التركية التي تطبع عشرات الآلاف من النسخ. وأنا كتبتُ أن هذا الكلام يحتاج إلى ميزانية دول. فمنظمة غير حكومية كيف يمكن لها أن تُمول هذا الأمر وأن تُنجز هذا العمل! الحقيقة هذه الأسئلة برسم هذه المنظمات وبرسم الائتلاف والمعارضة المعنية بأن
.تكون عوناً للناس في هذه الظروف التي نمر بها

كاتي: بناءً على تجربتك الشخصية والأبحاث المتعددة التي تكلمتَ عنها، هل توصلت لمجموعة توصيات أو رأي كيف ممكن تحسين واقع التعليم بالداخل والخارج السوري اليوم؟

صبر:  عملياً لا بد بدايةً من وجود جهة قانونية ممكن أن تكون جهة مسؤولة عن ملف التعليم في مجمل سوريا، في كل الأراضي خارج وداخل سوريا. هذه الجهة وضرورة وجودها بالمعنى القانوني، هي الجهة التي تُتيح بناء شراكات مع منظمات ومع دول. حدثت تجارب على صعيد منظمات صغيرة أن قامت بشراكات مع مدارس في هولندا وبلجيكا وفرنسا. يجمعون تلاميذ من هنا وهناك. يُرسلون رسائل إلى بعض ودعم بموضوع القرطاسية وبعض مسائل منهاج التعليم والخ. يبقى هناك مسألة، ضمن حدود ضيقة، نحتاج إلى جهة قانونية تُمثل العملية التعليمية في سوريا حتى تتمكن من بناء شراكات مع شركاء. والعملية التعليمية كل العالم يُريد دعمها. هنا المطلوب ليس سلاحاً، المطلوب كتب ودعم للعملية التعليمية. أنا أثق أن هناك الكثير من المنظمات في العالم والكثير من الدول ممكن أن تدعم. لكن تخيلي أن ما يمكن أن يُعيق عملية التعليم ليس غياب
.الداعم وإنما غياب جهة قانونية. لا يوجد جهة قانونية الآن في سوريا تُمثل العملية التعليمية في مجمل الأراضي السورية

الموضوع الثاني هو موضوع التدخلات التي تحدث من قبل التشكيلات العسكرية بكوادر التعليم. حدثت عدة حوادث في إدلب وريف إدلب وبعض المناطق في ريف حلب. تم اقتحام المدارس والمعاهد وإغلاقها بالكامل وتم تهديد كوادر التعليم وتم فصل الصبيان عن البنات وتمت قصص كثيرة. يجب وضع حد لتدخل الكتائب العسكرية في العملية
.التعليمية

والأهم من كل ما ذُكر هو أنه يجب عدم استثمار التلاميذ بالمعنى الإيديولوجي. لا فرق ما بين الأخوان المسلمين اليوم وبين داعش وبين نظام البعث بتمرير إيديولوجيا خبيثة إلى عقول هؤلاء الفتية. داعش تمرر ايديولوجية خاصة فيها، ونظام البعث أيضاً والأخوان المسلمون والإسلام السياسي والهدف الأخير هو تجنيد هؤلاء الفتية. هذا موضوع جداً خطير ويجب دائماً التركيز على فكرة أن التلاميذ ليسوا مكاناً للاستثمار الإيديولوجي. اللوحة قاتمة يا كاتي! ووضع التلاميذ هو الحلقة الأضعف بالحرب الدائرة الآن في
.سوريا. وهم حقيقةً الضحية في هذه المعادلة

كاتي: شكراً جزيلاً، هل تُحب أن تُضيف أي شيء آخر في الختام؟

صبر: أحب أن أشكركم على جهودكم واهتمامكم! هناك ضعف بالاهتمام الإعلامي بمواضيع التعليم. تبقى مواضيع الإغاثة والحرب والمعارك والسياسة هي الأكثر استقطاباً.رغم أنه إذا أردنا أن نفكر بالمستقبل المتوسط والبعيد لسوريا بلدنا التي ننتمي لها، فالحلقة الأهم في هذا التفكير، والركيزة الأهم في مستقبل هذا البلد، الفتيان الذين هم مستقبل سوريا. الآن ما يجري في سوريا هو تحويل فتيان يُفترض بهم أن يحملوا ثقافة البلد وآفاق البلد ومستقبله، إلى مقاتلين ومجندين بمشاريع إيديولوجية. يجب التركيز إعلامياً وسياسياً على هذه التفاصيل. لأن ما يجري في سوريا الآن أشبه بجريمة تُرتكب بحق مجتمع. جريمة عابرة للتاريخ. آثار خطيرة جداً لا يمكن التعاطي معها وترميم هذه الآثار بسنة أو سنتين أو بعقد أو عقدين. نحن نتكلم عما يُشبه جرح وطني يتم العمل عليه بتكاتف كل هذه الجهود التي ذكرناها: داعش والأخوان المسلمين والنظام والخ
.من أجل تحطيم هذا العقل والذي اسمهُ العقل السوري والموجود الآن في رؤوس هؤلاء الفتيان والتلاميذ السوريين

كاتي: شكراً جزيلاً، أنا أحب أن أشكرك باسم فريق عمل “الوضع” على مشاركتك معنا! للوضع كان معكم كاتي الحايك في لقاء مع  صبر درويش كاتب وصحفي سوري مقيم حالياً في فرنسا. صبر شاركنا بنتائج أبحاثه عن أوضاع التعليم في مناطق سيطرة المعارضة المعتدلة ، وفي المناطق الواقعة
!تحت سيطرة تنظيم داعش، وأيضاً بما يتعلق بالطلاب اللاجئين في لبنان. شكرا للاستماع



-----

كاتي: معكم كاتي الحايك من “الوضع”، أحب أن أرحب فيكم مستمعينا في لقاء جديد حول التعليم في سوريا أثناء الحرب. اليوم ضيفتي علياء أحمد كاتبة وباحثة سورية ومدربة في مجال حماية حقوق الإنسان خاصة قضايا النساء والأطفال. رح احكي مع علياء عن أوضاع التعليم في
!المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية. أهلا وسهلا علياء

علياء: أهلا وسهلا كاتي!

كاتي: أرغب أن أبدأ حوارنا بسؤال: حسب خبرتك ومتابعتك للأوضاع بالداخل السوري، بتعطينا لمحة عن واقع التعليم حالياً خاصة ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية؟

علياء:  أهلا كاتي وشكراً لك على اختيار هذا الموضوع المهم. حقيقةً التعليم معيار مهم من المعايير المُعبرة عن واقع أي بلد، وازدهار أي بلد وتقدمه ينعكس على التعليم والعكس صحيح. الواقع السوري المرير حالياً ينعكس بشدة على الواقع التعليمي ونرى خللاً كبيراً جداً بالوضع التعليمي بسوريا خاصة بعد أن صار لدينا عدد كبير جداً من الطلاب الأطفال السوريين الذين في عمر الدراسة وهم غير ملتحقين بالمدرسة. لدينا نسبة كبيرة من المتسربين إضافة ً لدينا عدد مدارس كبير خرج عن الخدمة مثلما رصدت اليونيسيف السنة الماضية ما يزيد عن ٤ آلاف مدرسة من أصل ٢٢ ألف مدرسة تابعة لوزارة التربية السورية دُمرت كُلياً أو تُستخدم كمدارس إيواء، لكنها لم تعد تُستخدم
.للتدريس

كاتي: هذا الوضع ضمن مناطق الحكومة السورية وخارجها، صح؟ 

علياء: بالظبط. ينطبق على جميع المناطق سواء المناطق تحت سيطرة الحكومة أو خارج سيطرة الحكومة. كثير من المدارس حالياً نراها في سوريا في بعض المناطق ما زالت المدرسة موجودة ولكن بذات الوقت هي مركز إيواء وهذا يؤثر على جودة التعليم. تخيلي أطفالاً موجودين في مدرسة لكن فيها أيضاً مركز إيواء لعائلات نازحة موجودة في المدرسة. ظروف اجتماعية واقتصادية كارثية بصراحة في هذه المناطق لأن سوريا أصبحت بلد الفقراء مثلما توضح تقارير بحثية مهمة. نسبة ٥٤٪ يعيشون في حالة فقر شديد لا يقدرون أن يؤمنوا فيها احتياجاتهم الغذائية وغير الغذائية. هذا الشيء انعكس على قدرة الناس على تعليم أطفالهم. كثير من الأطفال تركوا المدارس من أجل أن يساعدوا أهلهم في العمل. هناك أطفال يعملون بعد دوام المدرسة وهذا الشيء عم يحرم الطفل من حقه في التعليم وحقه في اللعب وغير هذه الحقوق. واقع مؤلم جداً، الواقع التعليمي
.في سوريا

كاتي: السنة الماضية قمت بدراسة حول: "تأثير الأزمة السورية على الوضع النفسي والسلوكي  للأطفال النازحين في مرحلة التعليم الأساسي منطقة صحنايا جنوب العاصمة دمشق نموذجاً"، ماذا كانت أهم الأفكار والنتائج التي توصلت لها دراستك؟

علياء: هذا البحث كان هدفه تسليط الضوء على عينة مختارة من الأطفال في منطقة صحنايا. هذه العينة أطفالها تم تهجريهم أو نزوحهم من مناطق ساخنة مثل: سبينة، الحسينية، اليرموك، داريا.. أتوا إلى صحنايا مع عوائلهم نازحين. سكنوا بأماكن معظمها غير صالح للسكن، مثلاً منهم من سكن ببيوت غير مكتملة البناء مثلما يقولوا "بيوت على العظم"، سكنوا مثلاً بأقبية معامل، سكنوا مثلاً مجموعة عائلات ببيت واحد بعدد كبير جداً وازدحام بالبيت الواحد. هذا الشيء كله أثر. والدراسة حاولت أن ترى هذه الحالة النفسية والصحة النفسية والحالة السلوكية عند هؤلاء الأطفال. لاحظنا مدى تأثرهم بالوضع المأساوي الذي يعيشونه. أظهرت المعطيات سوء الوضع النفسي الذي يعيشونه. أطفال أقصى أحلامهم العودة إلى منازلهم وكابوسهم اليومي القذائف وخوفهم الدائم من الموت المفاجئ وهواجس الفقدان. عدا عن السلوكيات المنتشرة التي تدل
.بوضوح على سلوكيات مضطربة وغير متوازنة تُعاني من حزن وعنف واضطراب ولا مبالاة وعدم اكتراث عند المراهقين بالحاضر أو المستقبل

كاتي: ممكن تخبرينا أكتر من أين نزحت العوائل التي أجريت الدراسة معها؟

علياء: مثلما حكيت في البداية، العوائل معظمها نزحت من سبينة ومخيم اليرموك ومن مخيم الست زينب ومن الحسينية ومن داريا وخان دنون، ومن مجموعة مناطق مختلفة
.وتجمعوا في صحنايا

كاتي: لأن هذه المنطقة كانت أكثر أمان صح؟

علياء: أكثر أمناً من المناطق التي حولها


كاتي: لاحظتِ أن عدة عوائل تعيش بنفس المنزل، ماذا تُخبرينا أكثر؟ 

علياء: كثير من الأسر كانت نتيجة ارتفاع أجار البيوت تشترك ببيت، مثلاً كل ٣ أو ٤ أسر ببيت مكون من غرفتين وصالون ليتشاركوا بدفع الأجار. الذي حدث أنه يتم تقسيم مثلاً هذه الغرفة للنساء والأطفال وتلك الغرفة للرجال. هذه الحياة غير المتوازنة والتي لا تسمح بخصوصية للحياة الأسرية. الأم لا تستطيع الجلوس مع أطفالها والأب ليس لديه حياة مستقلة. لا يوجد خصوصية ولا يوجد أماكن للدراسة حتى عند الكثير من الأطفال. المحظوظ منهم هم من استطاع السكن من خلال إجراء شراكة مع أقارب من أخوال وأعمام وعمات للسكن سوية. هناك ناس سكنت بأقبية معامل أو مستودعات أو في بيوت غير معدة للسكن لأنها غير جاهزة وغير مكتملة البناء. كانت أيام البرد الأوضاع مأساوية. كل هذا يؤثر على دراسة الأطفال وصحتهم النفسية. كثير من الأطفال بدؤوا يتركون المدرسة وخاصةً أنهم بدؤوا يعملون ليساعدوا أهلهم. هذا أحدث عند الأطفال النازحين بالذات صدمة كبيرة جداً. هذه الدراسة كانت العينة فيها مختارة، وكان المقصود تسليط الضوء على الأطفال النازحين. مقارنةً ومن وجهة نظري كإنسان كنت ساكنة في هذه المنطقة، هناك أطفال يعيشون بشكل معاكس لأقرانهم تماماً، يعيشون برخاء وبوضع مادي جيد واستقرار، لكن هذا الاستقرار نسبي. لأنه بشكل عام الجميع خائف
.والكل يتوقع في أي لحظة أن تهبط قذائف. فهناك خوف دائم. لكن هؤلاء الأطفال النازحون يُعانوا من نقص شديد بما بتعلق باحتياجاتهم الأساسية 

كاتي: منذ فترة كتبتِ ورقة بحثية تحت عنوان: "أثر التعليم في الثقافة الاندماجية، والتحديات التي تواجه ذلك وانعكاسها على النمو في المنطقة العربية" ماذا تُخبرينا عن الجزء المتعلق بسوريا من هذه الدراسة؟

علياء: في جميع مراحل التعليم في سوريا سعت المناهج والأنشطة في الابتعاد عن محاكاة الواقع السوري. كان هناك انفصال دائماً عن الواقع. المنهاج لا يعكس أبداً ولا أنشطة التعليم التي يجب أن تعكس الواقع. هناك ما يُسمى محاكاة الواقع في التعليم، لم تعكسه المناهج السورية. لم تُعرف فئات المجتمع السوري على بعضها. سوريا التي تضم مجتمعاً متنوعاً من قوميات وأديان وطوائف ولها نسيج غني بحضاراته، حُرمت على مدى عقود من الحديث عن هذا التنوع. نُلاحظ أن كثيرين يتغنون بالفسيفساء السورية والتعايش بين مكونات المجتمع السوري، لكن حسب تعبير ياسين الحافظ هذا تعايش ملغوم وهش. لأن كثيراً من السوريين يعيشون في مناطق مختلفة متباعدة،
.وأحياناً قريبة من بعضها، لكن لا يعرفون عن مواطنيهم في المناطق الأخرى الكثير

يتفاجأ كثيراً الطلبة الجامعيون بوجود زملاء لهم من قوميات مختلفة عن قوميتهم العربية، وهذا نتيجة سياسة على مدى عقود من السياسة التعليمية التي حاولت صبغ عقول المتعلمين بلون واحد هو القومية العربية وشعارات القضية الفلسطينية وغيرها من الشعارات التي عملت عليه المنظمات البعثية المتغلغلة حقيقةً بالمؤسسات التعليمية مثل طلائع البعث واتحاد شبيبة الثورة والاتحاد الوطني لطلبة سوريا. كلها كرست ثقافة وحدة قومية، حقيقةً ثقافة الحزب البعث العربي الاشتراكي. بالتالي فجأة وجد السوريين نفسهم موجودين مع مواطنين لهم يحملون نفس الهوية لكن لايعرفون عنهم شيئاً. ممكن يُفاجأ الطالب السوري بوجود زميل له سوري يحمل نفس الهوية لكنه من قومية كردية أو تركمانية أو سريانية أو آشورية الخ. لكن لا يفاجئه وجود طالب من اليمن أو من مصر أو من غيره. طبعاً المناهج التعليمية التي لقنت معارف، تتضمن جغرافية الوطن العربي،
.حجبت أي معرفة عن التنوع السوري. بالتالي هذا أدى إلى ضعف وهشاشة حقيقية بالاندماج الحقيقي في سوريا

كاتي: من خلال خبرتك وإقامتك حتى الآن في سوريا، كيف ترين مستقبل التعليم في سوريا؟ وما هي توصياتك في هذا المجال؟

علياء: حقيقةً كاتي مستقبل التعليم مرتبط بمستقبل سوريا. الواقع حالياً غير مبشر للأسف وأرجو أن أكون مخطئة. لكن بالنسبة لي أضم صوتي للمراهنين على الأطفال. أنا شخصياً من الناس المؤمنين إيماناً حقيقياً بالأطفال وهذا الشيء يدفعني لعقد الآمال عليهم لقناعتي الأساسية أن التعليم هو المطبخ الذي يُصنع فيه تقدم المجتمع. أتخيل أنه إذا دُق ناقوس الخطر وفعلاً كل الفرقاء السوريين الموجودين في سوريا وجميع الأطياف اشتغلت على إنقاذ ما تبقى من تعليم الأطفال السوريين سوف يتم إنقاذ سوريا. طبعاً هناك آليات كثيرة ممكن العمل عليها وزارة التربية ووزارة التعليم العالي وبقية الوزارات التي تعمل إلى جانب هاتين الوزارتين الأساسيات بالنسبة للتعليم. ممكن إنقاذ إذا كان في إرادة حقيقية طبعاً. وزارة التربية يمكن أن نصفها أنها منفصلة عن الواقع حقيقةً. بعد خمس سنوات من حرب كارثية وتغييرات جذرية بمكونات المجتمع السوري وبكل جغرافية سوريا حتى، نُلاحظ أنها مازالت على حالها. إذا زرت وزارة التربية سوف تلاحظين مناهجها وتلاحظين طرائق التدريس والامتحانات حتى القرارات الامتحانية التي تصدر من وزارة التربية أو وزارة التعليم العالي كأن البلد مازالت ما قبل ال٢٠١١. هذه برأيي نقطة خطيرة جداً لأنه دائماً تجاهل ما يحدث يزيد الأزمة ويُراكم المزيد من المشكلات. لابد من أن تقوم وزارة التربية بتغييرات جذرية من حيث المناهج، من حيث طرائق التدريس، من حيث وضع خطط حقيقية لدعم الأطفال الموجودين في المدراس والذين
.تعرضوا لصدمات

كاتي: والمناهج التي يتم تدريسها في المناطق الخاضعة للحكومة هي نفس المناهج ما قبل ٢٠١١، صح؟

علياء: مازالت وإن كان هناك تغيرات فهي تغيرات طفيفة جداً وتشبه التغيرات التي حدثت من قبل. مازالت المناهج نفسها. لا تراعي هذه المناهج حتى الازدحام الهائل الموجود في المدارس. النزوح إلى مناطق سيطرة النظام أدى مثلاً إلى ازدياد عدد طلاب كبير جداً في المدراس خاصة في ظل خروج الكثير من المدارس عن الخدمة مثلما حكينا في بداية اللقاء. أحيانا هناك ٦٠ طالباً في صف واحد. هنا يجب وضع خطة طوارئ. التعليم أثناء الطوارئ. يجب أن تكون هناك خطة مدروسة ومنهجية من أجل أن يتعلم هؤلاء
.الطلاب في ظل هذه الظروف. لكن حقيقة هذا غير موجود وغير ملموس أبداً

كاتي: سمعتِ عن أية تجارب قامت بها جهات حول التعليم أثناء الطوارئ؟

علياء: هناك مبادرات جميلة جداً. مثلاً حدثت مبادرات في حمص وحالياً هناك مبادرات في حمص للمجتمع المحلي. تم تجميع الأطفال بالتعاون مع اليونيسيف في مناطق آمنة من أجل أن يُتابعوا تعليمهم وخاصةً الطلاب غير القادرين على الذهاب إلى المدراس وغير المُسهل لهم الذهاب إلى المدارس. هناك مبادرات إيجابية جداً قامت بها مثلاً بطريركية السريان الأورثوذكس هنا في اللاذقية. عملوا مبادرات للم الطلاب المتسربين وإعادة تأهيلهم. حالياً هناك رسائل تصل، وسألت عن الموضوع، تصل هذه الرسائل من وزارة التربية ومن اليونيسف أن هناك منهاجاً اسمه منهاج ب، يُساعد الطلاب الذين تسربوا من المدرسة أن يعودوا إلى المدرسة كخطة بديلة. هناك مبادرات جميلة تحدث، لكن حقيقةً أنا كمختصة وكمرشدة مدرسية موجودة في عدة مدارس، ما أراه أن الشعارات أكبر بكثير من التوقعات على أرض الواقع. الشيء المطروح عندما تسمعينه ضخم جداً لكن حقيقةً ليست هي النتائح المتوقعة أو أقلها خطوات خجولة وبطئية وأحياناً شكلية أكثر من أنها حقيقية. لابُد من العمل بكل معنى الكلمة كي فعلاً نصلح ما حدث. هذا
.بالنسبة لوزارة التربية

هناك كوارث أخرى في وزارة التعليم العالي. هذه الوزارة التي لابد من أن تبدأ بتغيير سياستها حقيقةً وتُصلح الآليات المخيفة الموجودة فيها. نُلاحظ الكثير من الشباب السوريين الذين يُسجلون في الجامعة لمجرد التسجيل أو يُرسبون أنفسهم بالجامعة من أجل أن يهربوا من الخدمة العسكرية. هذا التسجيل الوهمي في الجامعة والرسوب المتكرر للطالب الجامعي أحدث كماً هائلاً من الخريجين أو من الطلبة الجامعيين حملة الهويات الجامعية لكن ليس هناك بالفعل طلبة حقيقيون. زيادة كم بدون نوع، وهذا له تأثيراته السلبية أيضاً. وزارة التعليم العالي وضعت عقبات عدة أمام مستقبل طلاب بسبب آرائهم السياسية أو بسبب مشكلات سياسية وقعوا فيها. وحُرموا من حقوقهم في الحصول على وثائق دراستهم وحُرموا من حقوقهم في الحصول على شهاداتهم الجامعية. هذا ظلم كبير جداً لابُد من التراجع عنه حتى بقية الطلاب فعلاً تنال حقوقها. هذا عدا
.عن سياسة الاستيعاب الجامعي وسياسات مختلفة. هو حديث يطول

كاتي: شكراً علياء لوجودك معنا

علياء:  شكراً إلكم كاتي

كاتي: للوضع كان معكم كاتي الحايك في لقاء مع علياء أحمد كاتبة وباحثة سورية في مجال قضايا النساء والأطفال. علياء شاركتنا برأيها ونتائج
!أبحاثها حول جوانب مختلفة متعلقة بأوضاع التعليم أثناء الحرب في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية. شكرا للاستماع



-----
كاتي: للوضع معكم كاتي الحايك، مرحباً مستمعينا بلقاء جديد ضمن ملف التعليم في سوريا أثناء الحرب. اليوم رح استقبل سامي عبد الكريم، ناشط سوري عمل في دير الزور في مجال التعليم وتنمية المجتمع المدني وتوثيق الانتهاكات. غادر سامي سوريا عند  دخول تنظيم داعش إلى دير الزورشهر تموز\يوليو سنة ٢٠١٤. مقيم حالياً في اسطنبول. حواري مع سامي رح يركز على تجربته في مجال التعليم في دير الزور. أهلاً وسهلاً
.فيك سامي معنا بالوضع

سامي: أهلا وسهلا فيكي كاتي ويسعد مساكي وشكراً على استضافتي!

كاتي: بتخبرنا شوية عن حالك وماهي الظروف التي أدت إلى اهتمامك بمجال التعليم؟

سامي: اسمي سامي عبد الكريم من محافظة دير الزور وعمري ٢٥ سنة. كنت طالب بكلية العلوم السياسية، عند حدوث الثورة شاركت بالحراك السلمي مثل بقية الشباب السوري. انضممتُ في ذلك الحين للجان التنسيق المحلية وبدأت العمل في مجال توثيق الطلاب المعتقلين وتوزيع المنشورات، يعني نشاطات سلمية في مدينة التل بريف دمشق. انفصلت من الكلية بعد ٤ شهور من الاعتقال من فرع ٢١٥. عدتُ بعدها إلى دير الزور وتفاجأت في الواقع التعليمي الذي من الأساس لم يكن هناك اهتمام كبير به.حزنتُ جداً أن قسماً كبيراً من المدارس كان مُدمراً وقسم كبير لم يكن يُداوم به طلاب. هذا الأمر دفعني أن أركز على موضوع التعليم لأني كنت أرى جيلاً كاملاً يضيع في حرب هم في الأخير لا ذنب لهم فيها. أيضاً أنا أعتبر أن العلم هو الأساس لبناء جيل قادر أن يحقق شيئاً للبلد. هذا أكثر شيء شجعني على الاهتمام بموضوع التعليم والعمل على
.موضوع المدارس في دير الزور

كاتي: خلال إقامتك في دير الزور اشتغلت مع عدة منظمات مهتمة بمجال التعليم كمنظمة إسهام ومنظمة جذور، ماذا تُخبرنا أكثر عن هذه التجربة والتحديات التي واجهت هكذا مشاريع تعليمية؟

سامي: أولاً التجربة في البداية كانت صعبة قليلاً لعدة أسباب. أولها، كان منطق السلاح مسيطراً على البيئة المحيطة. في البداية كان النظام قد حول المدارس إلى مقرات ونشر قناصين فوق أسطح المدارس. عندما خرج النظام من المنطقة، أصبح لدينا مشكلة جديدة هي مشكلة النازحين من المدينة، وامتلأت كل المدارس نازحين. كانت هذه هي أولى الصعوبات التي واجهتنا وهي تأمين مكان بديل لهؤلاء النازحين. استطعنا بطريقة ما أن نقوم بتوزيعهم على بيوت ومؤسسات ثانية. بدأنا حملة تبرعات صغيرة، ترميم مدرسة صغيرة. لكن كمية التبرعات لم تكف حينها بسبب الدمار الكبير وبسبب أن المقاعد قد استخدمها النازحون للتدفئة في الشتاء لأنه لم يكن هناك مازوت. بدأنا بمدرسة صغيرة واستطعنا إعادة حوالى ١٥٠ أو ١٦٠ طالباً. بعدها استطعت عن طريق بعض الأصدقاء أن أتواصل مع منظمات تعمل في هذا المجال. مررنا في ظروف صعبة جداً مثل تأمين كادر تدريسي وأساتذة مختصين وأيضاً كان  لدينا مشكلة إقناع الأهالي أن يُرسلوا أولادهم إلى المدرسة لأن الأهالي كانوا يخافون من إرسال أطفالهم. الحمدالله في فترة قصيرة استطعنا كسب ثقة الأهالي وكانت لدينا صعوبة في تأمين مستلزمات المدرسة. كما تعرفين في دير الزور لم يكن لدينا الكثير من المواد، لذلك كنا نضطر أحياناً أن نوصي عليها من دمشق وأن نقوم بدفع رشوة لحواجز الجيش من أجل تمرير هذه الأغراض التي تلزمنا في عملنا. كنا نعاني من موضوع المضايقات من قبل جبهة النصرة مثلاً. أكثر من مرة تم استدعائي من قبل الهيئة الشرعية وتم استجوابي عن مصدر الدعم ومن أين نحن نشتغل. كنت دائماً أضطر أن أخفي وأن لا أقول لهم أننا نأخذ من منظمة. كنت أخاف على نفسي وأخاف على الشباب والصبايا الذين كانوا يعملون معنا. مع دخول داعش اضطررتُ للمغادرة إلى خارج سوريا وتركت ورائي حلم أن يتعلم
.أولاد بلدي مثل بقية أطفال العالم وأن يعيشوا بسلام

كاتي: هذه المشاريع التي كنت تعمل عليها، هل كنت تشتغل مع إسهام وجسور بنفس الوقت؟

سامي:  في نفس الوقت على فترات. في البداية أنا اشتغلت مع جسور من أجل ترميم مدرسة صغيرة في منطقة اسمها الطابية وحالياً المدارس مستهدفة جداً في هذه المنطقة. لمرة واحدة فقط أخذت تمويلاً لترميم مدرسة. اشتغلت معهم في مجالات أخرى كمعارض رسم ونشاطات ترفيهية للأطفال من أجل إيواء نازحين وهكذا مواضيع. بعد فترة قليلة وقعت عقداً مع إسهام لترميم مدرستين: مدرسة إسهام ١ ومدرسة إسهام ٢. أنا كنت المشرف على المدرستين بنفس الوقت. كنت أقوم بتأمين الكادر التدريسي وكل
.مستلزمات الطلاب ومستلزمات المدرسة

كاتي: هذا أثناء عملكم في ريف دير الزور؟

سامي:  هذا الكلام في ريف دير الزور. المدينة أصلاً لم يكن الكثير يسكن فيها لأن الناس الذين من طرف النظام لا نستطيع الذهاب لعندهم والطرف الثاني كله نزح لعندنا
.على الريف

كاتي: حالياً بعد دخول تنظيم داعش ماذا تعرف عن واقع التعليم في دير للزور؟

سامي:  حالياً الواقع سيء جداً فوق ما تتخيلين. داعش لا تهتم بشيء اسمه تعليم. حالياً تقوم داعش بتنظيم معسكرات تدريب وإذا تنظيم داعش أراد تقديم تعليم فذلك من خلال الجوامع. داعش لا يقوم بتدريس المواد المطلوبة. من فترة قليلة سمعت أن داعش سمح بقانون المدارس الخاصة، يسمحون أن يتم فتح مدرسة خاصة لكن بشرط أن يكون
.المنهاج مُراقباً وأن يكون خالياً من الموسيقى والرسم والقومية

كاتي: عندما كنت تعمل في مجال التعليم، في المبادرات التي كنت تُشارك فيها، هل كنتم تعتمدون على نفس المناهج التي تُدرس بمدراس النظام؟

سامي:  كنا نتبع منهاج النظام لأنه لم يكن لدينا بديل ثان

كاتي: هل قمتم بإجراء أي تعديل أو حذفتم أي مواد؟

سامي: لم نحذف لكن مثلاً في بعض الأحيان أيام جبهة النصرة تم مصادرة سيارة فيها دفاتر رسم وتلوين وأشياء مشابهة. لذا كنا في السر نُدرس الموسيقى والرسم
.بالنسبة للقومية فقد قمنا بحذف هذه المادة

كاتي: لم تكونوا تُدرسون قومية؟

سامي:  كنا نُدرس رياضيات، لغة عربية، لغة إنكليزية، حتى لغة فرنسية، كل المواد باستثناء الرسم والموسيقى التي قليلاً ما درسناها بالأسبوع حصة أو حصتين

كاتي: إنت بشكل أساسي كنت تشتغل بمدرستين بريف دير الزور؟


سامي: إي مدرستين

كاتي: كم عدد الأطفال الذين قمتم باستقبالهم؟

سامي:  وصل العدد في المدرسة الأولى والمدرسة الثانية إلى ٢,٥٠٠ طالب. بدأنا بعدد صغير حوالي ١٥٠ أو ١٦٠ طالب لحد ما وصلنا إلى ٢,٥٠٠ لكن للأسف لم نستطع أن نُكمل بسبب أن العقد مع منظمة إسهام لم نستطع أن نكمله والسبب الثاني هو أن أي جهة تطلب منها تمويل هكذا مشروع تُجاوب أنك ضمن منطقة داعش. ولايقوم أحد بدعمك
.بسبب هذا الأمر

كاتي: هذا يؤدي أنك أمام التحدي أنه من جهة داعش لا يوافق على منهاج التعليم الذي تتبعونه ومن جهة مشكلة التمويل وخوف المنظمات من
.استمرار دعم مشاريع هي تحت حكم داعش

سامي: هذه هي أعظم مشكلة

كاتي: هل لديك تصور ضمن كل التحديات والصعوبات الحالية أنه من الممكن تحسين واقع التعليم في دير الزور في المستقبل بعد إقامة اتفاقية سلم مثلاً؟

سامي:  وفقاً لتجربتي التي مررتُ بها في ظروف الحرب، في ظروف الحرب يكون العمل صعباً قليلاً. أولاً أتمنى أن تنتهي الحرب، وأتمنى أن نجد جهة تدعم هكذا مشاريع تعليمية تخص التعليم، وأن يخصصوا برامج لتدريب بعض الشباب المختصين بموضوع التعليم على طريقة التعامل مع الأطفال في ظل الحرب وبعد الحرب، وتنظيم حملات
.إعلامية تُشجع الأطفال على العودة إلى التعليم. هذه أهم الأمور

كاتي:  تُحب أن تُضيف أي شي بالختام؟

سامي: أحب أن أضيف القليل عن موضوع التعليم في سوريا وبدير الزور بشكل خاص. لا يخفى عليكِ أن وضع التعليم في سوريا سيء جداً. وفقاً لتقارير اليونسيف هناك ٣ ونصف مليون طفل بلا تعليم. والأخطر من انقطاع الأطفال عن التعليم هو الحالة النفسية التي يعيشها الأطفال حالياً في ظل الحرب وهذا الشيء خطيرٌ تأثيره على الأطفال.أما بالنسبة لأطفال دير الزور، هناك تقاعس من الجهات والمنظمات الدولية. نحن من الشهر السابع سنة ٢٠١٤ لم يقم أي أحد بدعم أي مشروع تعليمي بسبب وجودنا ضمن منطقة داعش. أنا شخصياً طلبت وتواصلت مع أكثر من منظمة وللأسف لم يقدم أي أحد دعماً وكله قام بالتطنيش. أطفال دير الزور بخطر لأنهم يذهبون إلى معسكرات
.ويذهبون إلى أماكن يتعلمون منها أفكار التطرف. أتمنى أن يصل صوتنا وأن يتم إيجاد حل لأطفال دير الزور

!كاتي: ونحن أيضاً نتمنى أن يصل صوتك. أحب أن أشكرك سامي على مشاركتك معنا في الختام باسم فريق عمل الوضع

سامي: أشكركِ كثيراً على المقابلة اللطيفة

كاتي: كان معكم كاتي الحايك في لقاء مع  سامي عبد الكريم ناشط سوري من  دير الزور في مجال التعليم وتنمية المجتمع المدني وتوثيق
!الانتهاكات. حوارنا مع سامي اليوم ركز على تجربته في التدريس وادارة مشاريع للتعليم في ريف دير الزور. شكرا للاستماع
قراءة المزيد